الثلاثاء، 5 أكتوبر 2010

العمـــال العرب بين مطرقة الغربة وسندان الحاجة

م/ جولة قصيرة في محافظة أربيل
العمـــال العرب بين مطرقة الغربة وسندان الحاجة


كثيرة هي الظروف التي تجبر الإنسان بشكل عام على الهجرة والسفر,أحيانا خارج منطقته,فكيف الحال لو كان ذلك الإنسان عراقيا" والذي باتت جل الظروف تحاصره سواء على الصعيد الاقتصادي واستشراء البطالة التي أصبحت ملازمة له، المثقف والبسيط على حد سواء , أو على الصعيد الأمني الذي بات الشبح المفترس المهدد لمعظم أطياف الشعب العراقي,فباتت الهجرة إلى إقليم كوردستان الحل الأمثل والأنسب بنظر الشخص العراقي العربي .
وقد تضمنت جولتنا عينة من الأشخاص العرب الذين لجأوا لمحافظة أربيل ملاذا امنيا" ومعيشيا" وتم طرح الأسئلة والمناقشات التي كانت قصيرة بحكم الوقت القصير الذي أتيح لنا .



السيد فراس شمعون : يعمل موظف امني في فندق يبلغ من العمر 31 عاماً متزوج .
المدينة التي كان يسكن فيها قبل مجيئه الى اربيل هي محافظة نينوى وولادته كانت فيها الا أن الظروف المعيشة الصعبة وسوء الظروف الأمنية جاءت به الى اربيل للعمل وكسب الرزق. والمهنة التي كان يمارسها في مدينته الأصلية هي العمل في محطة وقود .وعندما سألناه عن التحصيل الدراسي أجاب أنه حاصل على شهادة الثالث المتوسط لكن زوجته حاصلة على شهادة جامعية لكنها تعاني البطالة حالها حال أفواج الخريجين العاطلين عن العمل علماً أن المردود المادي الذي يحصل عليه من عمله الحالي بالكاد تسد رمق العيش لعائلة تتكون من أب وأم وطفلين .


الشاب رامي عماد : يبلغ من العمر 20 عاماً اعزب.
جاء من محافظة نينوى ناحية تلكيف ولم يكن سبب مجيئه الى اربيل أمنيا" بل بدافع السفر الى خارج القطر وأن اقامته هنا مؤقتة لحين حصوله على فرصة السفر وسألناه عن المشاكل التي تواجهه في اربيل قال لم أواجه اي مشكلة تذكر أثناء فترة تواجدي في اربيل علماً ان رامي كان طالباً جامعياً وترك الدراسة بسبب اصابته باليأس مما يمر به العراق من أوضاع مأساوية .
وممن التقينا معهم كان السيد سمير جرجيس,البالغ من العمر /41 سنة وهو متزوج حديثا" وقد ترك مدينة بغداد ,وهو صاحب أفران للصمون الحجري ,وقد التجأ للعيش بمحافظة اربيل حيث كان يمتلك دارا" وقد تركه فارغا" ,وهو الان يدفع مبلغا" مقداره ستمائة دولار مقابل سكنه في بيت متواضع, وقد بين لنا ان سبب مجيئه للإقليم عام /2008 لم يختلف عن بقية أسباب الهجرة ممن التقينا معهم من الأشخاص والذي هو بديهيا" الوضع الأمني وقلة العمل في العاصمة وقد بين لنا بعد سؤاله انه لم يواجه صعوبات في التكيف مع الحياة في محافظة اربيل حيث انه لديه اقرباء فيها وقد كانوا له خير معين على مشاقه حيث انه الان شريك لمواطن كردي في الافران التي يعمل بها .
السيد دريد شمعون :26 سنة متزوج حديثا.





جاء من مدينة الموصل قبل سنتين للعمل اذ انه لم يكن بأستطاعته الحصول على عمل في مدينة الموصل . كما وأشار الى ان التعامل بشكل عام من قبل أهالي اربيل يعتمد على الاجادة في العمل وليس على نواحي أخرى كالعرقية وغيرها كما وبين ان ما يحصل عليه في اليوم من مردود مادي لايقل عن 25 الف دينار عراقي يومياً وهو مبلغ أعلى مما يحصل عليه لو كان في مدينته .
السيد نشوان ابراهيم : 32عاماً اعزب
جاء من مدينة الموصل في بدايه هذا العام حيث كان يتردد على مدينة اربيل بين الحين والآخر ليحصل على عمل مناسب يتناسب مع مؤهلاته وإمكانياته.
وأخيرا فقد حصل على عمل في معمل للألومنيوم في اربيل وأعرب عن سروره بهذا العمل حيث قال بأنه يحصل على مايقارب 450& شهريا وهو مبلغ مناسب في الوقت الحالي.ولكنه قال بأن الغربة صعبة ولهذا فهو يزور الأهل يومين أو ثلاثة كل شهر.
أما السيد كرم طلال البالغ من العمر 24 سنة، فقد وافق كلامه أغلب كلام السيد نشوان حيث أنهما متشاركان في المدينة التي قدموا منها وكذلك في العمل بل وحتى انهما يتقاسمان نفس الغرفة للمبيت فيها.





المواطن العراقي العربي (مع الاعتذار للتحديد) . يبدو انه قد وجد ضالته في الهجرة الداخلية الى جهة آمنة نوعا" ما، كما هو الحال مع مدينة اربيل التي اصبحت الملجأ الامن لمعظم المواطنين الذين ضاقت بهم السبل .
فهـــــل هذا هــــو الحل الأخيــــــــــر ياحكومة المركــــــز